feitas Admin
عدد المساهمات : 80 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2010
| موضوع: كليلة و دمنة الأحد سبتمبر 26, 2010 3:40 pm | |
| كليلة و دمنة مجموعة قصص ذات طابع يرتبط بالحكمة و الأخلاق، تعود كتابتها إلى تاريخ قديم حوالي ستّة عشر قرناً قبل الآن، و يرجّح أنّها تعود لأصول هنديّة مكتوبة بالسّنكسريتيّة حيث تروي قصّة ملك هندي طلب من حكيمه الفيلسوف بيدبا "رأس البراهمة" أن يؤلّف له خلاصة الحكمة بأسلوبٍ مسلِّ فتوقّف فيها الكاتب على المشاكل والمعاناة في المجتمع وسبل حلّها على لسان الحيوانات، والرّوي باسم الحيوان يمنح الكتاب جاذبيّة و يستطيل القارئ للمتابعة وبذلك يَفهمها من كُتبت من أجله دون سواهم، إذ هي للفيلسوف مندوحة، ولخاطره مفتوحه، ولمحبّيها تثقيف، ولطالبيها تشريف. إلاّ أنّ النّص العربي لم يُترجم عن الأصل الهندي، إذ يبد و أنّه انتقل لعدّة لغات قبل وصوله للعربيّة . فقد تُرجم الى الفارسيّة في القرن السّادس ومن بعدها تُرجم الى العربيّة وتذكر بعضُ المصادر أنّ ابن المقفّع قام بترجمته إلى العربيّة من ترجمة فارسيّة بهلويّة . في حين تذكر مصادر أخرى أنّه نُقل من الفارسيّة إلى السّريانيّة و منها للعربيّة ويَبثُّ من خلالها ابن المقفّع آراءه السّياسيّة في المنهج القويم للحُكْم، وذُكر أنّه كتابٌ يختاره الحكماءُ لحكمته، والأغرارُ للهوه، وأنّ من حفظه من الصّغار الأحداث فإنّه وإن لم يفهمه في الصّغر ، يجده كنزاً في الكِبر. لكنّ أبحاثًا كثيرة حديثة تؤكّد أنّ كليلة ودمنة من تأليف ابن المقفّع وليست مجرّد ترجمة، كما أنّ بعض هذه الأبحاث يعتقد أنّ الآراء التي أوردها ابن المقفّع في كليلة ودمنة كانت أحد الأسباب المباشرة لنهايته الأليمة. اما قصّة تأليف هذا الكتاب فتبدأ بغزو الإسكندر بلاد الهند وثورة الشّعب عليه، والتي أدّت بالتّالي الى تولّي الملك دبشليم العرش ، وقد كان مغروراً "ظالماً" ، ممّا دفع الفيلسوف بيدبا إلى نصحه فيسجنه ، لكنّه يندم فيما بعد فيطلقه ويقرّبه إليه ويجعله وزيراً له يستشيره في كلّ الأمور ، ويطلبُ منه أن يضع خبرته ونصائحه في كتاب. فكان هو هذا الكتاب، الذي يرمي إلى إصلاح الأخلاق وتهذيب العقول، وكلّ ذلك على لسان كليلة ودمنة وهما اثنان من حيوان ابن آوى، وهي حيوانات من الفصيلة الكلبيّة أصغر حجماً من الذّئب، ومعظم شخصيّات قصص كليلة و دمنة عبارة عن حيوانات برّيّة فالأسد هو الملك، و خادمه ثور اسمه شتربة، و شخصيات أخرى عديدة تدور قصصها بالكامل ضمن الغابة وعلى ألسنة هذه الحيوانات ، والحديث على لسان الحيوانات ليس إلاّ من قبيل الأدب الرّمزي . خلاصة عند قراءتنا لقصّة كليلة ودمنة ومقارنتها بواقعنا وما نعيشه، نستطيع استنتاج الكثير من الدّروس والعبر من أجل حياتنا، فهي بمثابة مدرسة تعلّم الإنسان الكثير من الأمور في الحياة في كيفيّة التّغلّب على الصّعوبات والمشقّات التي تعترض طريقه، وكيف سينجح في هذا ولذلك فرغم انّ هذه القصّة قديمة وكتبت على لسان الحيوانات حول ما يعيشه المجتمع من قضايا وهموم ولكنّها لم تفقد قوّتها ومصداقيتها، وهي لا تعرف الزّمان والمكان وحتّى أنّها ترجمت إلى الكثير من الّلغات وأصبحت من القصص العالميّة، فقراءتها ودراستها تعلّم الانسان الكثير من أجل المسير في الحياة بدون عراقيل والتّغلّب عليها في حال الظّهور دون الخوف منها ليتمكّن من العيش بسلام بعد الإعتماد على العقل السّليم والخطّة والتّدبير،وهي بشكلٍ عام ما زالت تحافظ على قوّتها وستحافظ على ذلك لقرونٍ عديدة . | |
|